الاثنين، 22 أكتوبر 2012

فلسفة جرح



  


                              (1)
  جرح في القلب، جرح في اليد، جرح في القدم، جرح في الهواء .
فوضى رائحة الدم عبر الأثير يبررها جرح الهواء، لا أمل من شفائه، تزكم أنوفنا 
جميعا،نصاب بحساسية التغيير و نعطس دم، و لا أحد يستغرب فبقع الدم على منديلي
 لم تعد تخيف أحد .
على جرح القدم لاصق، تكمن الحقيقة في أنني لا أريد للجرح أن يتعفن؛ البكتيريا في
 كل مكان و أنا مازلت أحتاج المضي قدماً . يؤلمني الجرح قليلاً، أمشي كنخلة مرتبكة، 
كنخلة بلا ساق، كنخلة لا وقت للوقوف بالقرب منها والسؤال عما بها،  ولكن هناك الكثير
 من الوقت للتوقف و الثرثرة عن تمايلها المثير . وحدي من تعرف أن سبب الجرح 
" حذاء قديم ".
جرح اليد لا يسترعي انتباها؛ هو أصغر من اللاصق ذاته، ومع أنه يعشق إثبات وجوده
 إلا أنني اتنساه فهو أصغر من أن يجذب اهتمام البكتيريا، أو هكذا اظن ....!
 و أنساه بالفعل، لكن قلم على مكتبي يصر على الاحتكاك به، على توسيعه أكثر فاكثر
فاترك لكليهما الألم ... هو والجرح .
أحاول التذكر متى جرحت يدي، وبما و كيف و لكنني لا أتذكر ....
فاترك للقلم أيضا هذه المسألة !

 يهمس في الداخل صوت " وجرح القلب ... ماذا عنه ؟ "
 " أهناك لاصق له ؟ " لا يجيبني الصوت فأتصرف وحدي .
  اجلب عدستي المكبرة، أقربها من الجرح .. تظهر عدستي حروف الوطن !!
منذ متى كانت اليمن شظية ؟ أقربها من جرحي أكثر ... فيقفز اسمك !!
نعم اسمك !! 
 متورط في وجعي إذن ! لم أكن أعرف أنك والوطن تقتسمان جروحي  ..
لكن لا بأس، ....." ساحيا " هكذا قال لي الطبيب، فقط علي أن أتجنب موعد الأخبار
 المسائية و اللقاء بك و الالتحاف بعطرك و سأكون بخير .

حقيقة لا أريد أن أسرد حكايتي مع الجروح و الأحذية و الدروب لكنني ببساطة في
حضرة جرح ثرثار . وحقيقة لست مسؤلة عن ذبحاتكم الصدرية فأنا أحاول فقط أن 
أتنفس بعمق فالسفر بين ذكريات الجروح يسرق كل أوكسجين الأرض .

السبت، 20 أكتوبر 2012

الرسالة الأولى


  



تجنباً لأي التباس، أنا هي الفتاة التي كتب عليك الزواج منها ...أسمعت ؟ نعم، الزواج منها . و مع أنني لا أستطيع تفسير العبوس الذي يرتسم على ملامحك الأن إلا أنني سأدعي بأنني لم أراه .

ربما لا تعلم أنني أنتظرك على مرفأ السنين و لي في كل يوم مرفأ جديد، أستقبل سفينة لا أعرفها كلما وشوشني الطقس بأنباء قدومك، و سفينة اليوم التي رحبت بها، حملت على متنها رجال كثر إلا أنك لم تكن منهم . ولا أعرف كيف خبر البعض منهم بأمري و شوقي ولهفتي فعرضوا عليا أختيار واحد منهم أو العودة .. فعدت .

حين زينتني شرائط المدرسة وقرع باب قلبي احدهم ولم أفتح، لامني أبي كثيراً لكنني تعذرت حينها بدراسة وصدقني أبي؛ المسكين لم يكن ليعرف أن رسالتي أنت ! اليوم خلعت شرائطي، وانتهت أعذراك فأين أنت ؟!

ما اسمك ؟ ما كوكبك ؟ مارائحتك ؟ أسئلة تسليني كثيراً قي انتظارك و أنت مصنف برجل لا أعرفه ..

أحب تخيلك شخص ما، بتصرفات شخص ما و بملامح عادية تليق بكونك شخصاً ما مخلوق لأجلي فقط . أتعلم ؟ سيكون من حسن حظك أن تمتلك ملامح عادية فهذا يحميك واللواتي قد يطفن حولك .. مني .     

لا أعرف إذا كان الأمر قد يزعجك ولكنني لطالما قصصت للدبدوب عنك، أسررت له ببعض العيوب التي لديك و أعلنت له عن تلك المحاسن و اعتذرت له مسبقاً عن سوء تصرفك معه وأنت ترفض مشاركته سريرنا . وطيبت خاطره بأن بقائه في الخزانة لن يطول فحالما يكون لنا طفلاً صغيرا، يكن له مكاناَ في سريره .

 أريد أن اعرف عنك و تعرف عني الكثير ولربما استعجل الأمور ولكن من منا لا يستعجل الجنة ؟!

 أتعلم ؟ تضحك في داخلي طفلة شقية حين أحتل صدرك و أنت غارق في تلك الجريدة الصباحية؛ تضحك كثير حين تنظر لي بنفاذ صبر و أنا اتمطى كقطة تعاود افتراش حضنك بوضعية أخرى،أكثرإرتياحاً و إزعاجاً . تلك أحدى الطرق التي أقول بها : كفى ! أنا أغار من تلك الجريدة .  

                               ................................

                                        همسة
          
 لا تنسى تقبيلي أحيانا حتى لا أفتعل شجاراً، أفتعل به قبلة وحضن كبير .
                                
                               زوجة مستقبلية



الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

ملامح قهوجي





 مكنته شهادته الجامعية من العمل في أرقى مقاهي المدينة، لكنه لم يكد يمر وقت طويلاً حتى اشتكى منه البعض " سعيد يقدم القهوة مبتسماً ...سعيد يضحك بصوت عالي .... الزبائن لا يحبون ابتسامة سعيد " . و عندئذ شرع سعيد  في تقديم القهوة عابسا ولم يكن هذا بالأمر المستحيل لكن الأمور أيضا لم تسر على ما يرام  حيث شكى البعض عبوسه الدائم . ولهذا قرر سعيد_حرصاً على وظيفته_ أن يقدم القهوة دون ملامح وظل هكذا حتى مات . في اليوم التالي لوفاته حل محله نادل آخر،  قدم القهوة بوجهين، أضحك وأبكى، أحبه الجميع، ولم يكد يمضي وقت طويل حتى أمتلك المقهى و أصبح مالكه الجديد.

الجمعة، 12 أكتوبر 2012

جديلتها



كانت تجفف دموعها تحت شجرة لا تعرف الموت و تختزل ملايين الذكريات و كان يمسح عن قميصه
بقايا شجار صبياني و دم متجلط تحت أنفه  .  تجد في هيئته شئ لتضحك عليه، و يجد في دموعها شئ 
 يبعث  للغرابة " لماذا يبكين الفتيات ؟ ولماذا يبدين كغصن شجر ؟ "

تعطيه منديلا نظيفا و اعتراف برئ "كان سيحبها الجميع لو أن لها أم تغزل من خصلاتها الذهبية جدائل
 فرح  كبقية فتيات المدرسة " فيمنحها صداقة صبي و امتنان عميق يدفعه لمراقبة يدا أمه وهي تحبس
 حرير أخته الصغيرة كل يوم  في جدائل ملونة . ولأجلها، ثابر على تقليد كل فتله رآها على خصلاتها 
حتى أجادها، و لكم بدت جميلة يومها إلا من شرائط أخته الملونة ؛ وعدها بهذا " في الغد ستكتمل
 جديلتها ".
 تعمد أن يستيقظ مبكرا في اليوم التالي  ليسرق شرائط أخته، لا حاجة لأخته بكل هذه الشرائط الملونة 
_أضمر هذا في نفسه _ قبل أن يدس اثنيتن في جيبه  ويسابق الريح . و كالعادة وجدها تنتظره في نفس 
المكان ولكن بقبعة كئيبة تلبسها للمرة الأولى لتخفي بها ملامح حلم اجتز بمقص والدها فما كان منه إلا
 أن احتضنها و اهدى للريح شرائطها .

الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

لما أنت هنا ؟

و لأنني أقدسك

 هأنذا أتنفس عبقك هنا ،

فكن كما رسمتك

أو سأمحو تفاصيلك من جداري بصمت .

.....................................

كل من صفق لي في الماضي كان مهرج،

أدركت هذا حين اعتلت أول قصائدي مسرح الإحساس

و سخر منها الآخرون بشغف..

فساعدني لأمحو قسوة التجربة من ذاكرة القصيدة

أو توقف يا صديقي عن الضحك !

......................................

مروة عبد الواحد  






 
تصميم